مشكلة التبول اللاإرادي


 

 * تتمثل مشكلة التبول اللاإرادي في عدم قدرة الطفل على التحكم والسيطرة على ضبط وظائف الإخراج وبصفة خاصة ضبط الجهاز البولي والسيطرة على المثانة فينساب البول بشكل لا إرادي ليلاً أو نهاراً أو ليلاً ونهاراً معاً .

* وتعتبر مشكلة التبول اللاإرادي من أكثر المشكلات شيوعاً في مرحلة الطفولة حيث " تبلغ نسبة التبول اللاإرادي بين الأطفال في مصر ما بين 3% إلى 8% بين كل أطفال جمهورية مصر العربية ، ونسبة التبول اللاإرادي لدى الذكور تمثل 10% في حين أنها تبلغ 4 لدى البنات " ( فيوليت إبراهيم 2004)

* وتعد فترة التدريب الطبيعية لضبط وظائف الإخراج في المرحلة العمرية من سنتين إلى ثلاث سنوات حيث يكون الطفل قد تمكن من الوصول إلى النضج العضوي الذي يساعده على التحكم و السيطرة على عملية التبول .

* أما إذا استمر الطفل يتبول لا إرادياً  بعد سن الرابعة ففي هذه الحالة يصبح الطفل يعاني من مشكلة التبول اللاإرادي .

-- هناك نوعان من التبول اللاإرادي :

1- تبول لا إرادي أولى ( منذ المولد ) :

- يظهر في عدم قدرة الطفل منذ ولادته وحتى سن متأخرة على ضبط عملية التبول .

2- تبول لاإرادي ثانوي ( انتكاسي ) :

- يظهر عندما يعود الطفل إلى التبول مرة ثانية بعد أن كان قد تحكم من ضبط عملية التبول من قبل ( فترة من ست شهور إلى سنة ) .

 

-- أسباب التبول اللاإرادي :

 - هناك أباب عديدة لمشكلة التبول اللاإرادي من أهمها :

1- أسباب نفسية و إجتماعية :

     - ممارسة الأسرة لبعض أساليب التنشئة الخاطئة كالقسوة والحماية الزائدة والتسلط ، التدليل الزائد ، النبذ و الإهمال أو التفرقة في المعاملة بين الإخوة .

    - الشعور بالغيرة المصاحب لولادة أخ آخر له فيحدث نكوص ويرتد الطفل لممارسة سلوك طفلي  التبول ) لجذب اهتمام الوالدين نحوه .

    - التدريب المبكر على عملية ضبط وظائف الإخراج مما يسبب قلق وخوف وتوتر للطفل فلا يجب أن نقدم التدريب إلا بعد نضج العضلات العضوية التي تساعده على التحكم في عمليات الإخراج والتبول .

    - افتقاد الطفل لمشاعر الحب والحنان والإحساس بالأمان والحرمان العاطفي من جانب الأم.

    - وجود مشكلات أسرية داخل المنزل مثل كثرة المشاحنات والشجار بين الزوجين أمام الأبناء أو الطلاق و الأنفصال أو التفكك الأسري أو انفصال الطفل عن أحد أبويه .

   - استخدام أساليب قاسية أثناء تدريب الطفل على ضبط وظائف الإخراج كالضرب أو العقاب اللفظي والشدة الزائدة أو استخدام اساليب تدليل مفرط ، كل هذه الاساليب ينتج عنها إحساس الطفل بالقلق الشديد والتوتر والإحراج والشعور بالنقص والدونية .

2- أسباب وراثية :

   - يظهر عند 70% من الأطفال المصابين بالتبول اللاإرادي بوجود تاريخ مرضى في العائلة كما أن الدراسات على التوائم ( المتشابهة وغير المتشابهة ) أثبتت وجود عامل وراثي .

3- أسباب عضوية و فزيولوجية :

  - تتمثل الأسباب الفيزيولوجية في وجود أسباب تتعلق بالنوم العميق لدى الطفل وعادة ما ترتبط بالعوامل الإجتماعية والتربوية والنفسية بالعوامل الفيزيولوجية في أسباب التبول اللاإرادي عند الطفل ، أما الاسباب العضوية فهي مثل التهاب المسالك البولية ، مرض السكر ، أمراض الدم ، الصرع ، أورام المثانة أو قصور فسيولوجي في الجهاز البولي ، انسداد الجهاز البولي . ( سوسن شاكر ، 2008 )

 

 

--- أهم الأساليب الإرشادية لعلاج مشكلة التول اللاإرادي :

       - تجنب التدريب المبكر على ضبط وظائف الإخراج حيث " أتفق خبراء الطفولة عامة على أنه ينبغي تأخير التدريب إلى أن يكون الطفل مستعداً له ، أي أن ينضج جهاوه العصبي والعضلي بحيث يصبح قادر على أن يجلس مستريحاً وعلى أن يفهم و يتعلم السيطرة على الأمعاء والمثانة بدرجة ثابتة لا تتيسر عادة إلا بعد أن يبلغ شهره الثامن عشر . وفي هذه السن يكون التدريب أكثر سهولة حين تبلغ قدرات الطفل العصبية والعضلية و الإدراكية حد كافياً تسمح له بأن يحبس الإخراج حتى يحين الوقت المناسب " ( فيوليت إبراهيم 2004 ) 

         - لا بد من التعرف على أسباب المشكلى فلا نلجأ إلى العلاج النفسي إلا بعد التأكد من عدم وجود أسباب عضوية  أو فسيولوجية أو  وراثية .

        - أستخدام أساليب التعزيز الإيجابي مثل المكافأة و الثواب والتشجيع اللفظي والدعم المناسب عندما يتبول في المكان المخصص لذلك .

      - إتباع الأم لبعض الإرشادات والتعليمات البسيطة التي قد تساعد الطفل على التخلص من هذه المشاكل مثل :

1- تعويد الطفل على أن يذهب إلى الحمام ويتبول قبل النوم مباشرة .

2- إيقاظ الطفل بعد ساعة ونصف من نومه لقضاء حاجته ثم يكرر ذلك بعد ثلاث ساعات من نومه .

3- مساعدة الطفل على النوم ساعات كافية باليل حتى يأخذ قسط من الراحة ويمكن أن ينام ساعة بالنهار للتغلب على مشكلة عمق النوم ..

4- عندما يقوم الطفل بالتبول لا إرادي فيجب أن يتحمل المسئولية ويقوم بتبديل ملابسه بمفرده ويمكن أيضاً أن تجعله يغسل ملابسه .

5- عند إيقاظ الطفل بعد فترة من نومه يجب أن يشعر الطفل أنه أستيقظ و أنه مستيقظ من أجل قضاء حاجته لأنه من الأخطاء التي يقع فيها الآباء أنهم يحملون طفلهم وهو نائم ويتبول في الحمام ولكن دون أن يشعر بما حدث .

6- استخدام فنية العملات الرمزية أو المكافات الرمزية في جداول التعزيز مع الطفل للحد من هذه المشكلة ، حيث نقوم بإعداد جدول أسبوعي نسجل فيه أيام الأسبوع ونلصقه على الحائط في حجرة الطفل واليوم الذي يستيقظ فيه وهو جافاً نضع علامة (صح ) في الجدول ونلصق صورة معينة أو نعطي له عملة رمزية واليوم الذي يصبح فيه الطفل مبلل يحرم من المكافأة ومن العملة وفي آخر الأسبوع نستبدل الصور أو علامات ( صح ) أو العملات الرمزية بالأشياء المحببة للطفل ... فمثلاً سبع علامات تستبدل بزيارة إلى الملاهي أو بشراء لعبة يحبها الطفل ، أى نقدم المكافات المادية والمعنوية والمدعمات للطفل بعد نجاح أسبوع متواصل على الاقل ونكرر الجدول كل أسبوع حتى يتعود الطفل على الاستيقاظ بمفرده والذهاب إلى الحمام .

7- الابتعاد عن النقد والتأنيب وعدم السخرية من الطفل وعدم توبيخ الأم له وتوجيه العقاب البدني عند قيامه بسلوك التبول اللارادى خاصة أمام زملائه أو اخواته لان الطفل بالفعل هو يشعر بالحرج والنقص وهذا ينعكس على حالته النفسية .

8- إيجاد مناخ أسري صحي للطفل يتضمن الحب و الحنان والرعاية والاهتمام و الاحساس بالامان وتنمية الثقة بالنفس كل ذلك يؤدي لى شخصية طفل سوي لا يعاني من أي مشكلات نفسية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق